Loading...
رئيس مجلس الإدارة
د.حاتم صادق

المصرى اون لاينبوابة خبرية متخصصة

رئيس التحرير
قدري الحجار

تربح ترامب!
الدكتور حاتم صادق

الدكتور حاتم صادق

بالفعل كانت زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الي دول السعودية، الامارات، وقطر ناجحة بكل المقاييس سواء من ناحية ترامب نفسه الذي جمع ما يقترب من ٤ تريليون دوﻻر في اقل من ٧٢ ساعة او ناحية دول الخليج الذي وجدته استثمارا امنيا واقتصاديا وشراكة كانت تسعي لها على الدوام باعتباره احتياجا استراتيجيا يرتقي الي اولويات البقاء والاستمرار.. وهذا في حد ذاته جيد.
لكن على الناحية الاخرة من شاطئ الاطلنطي هناك من يرى ان صفقات الرئيس الامريكي في الخليج يشوبها الكثير من الشبهات، حتى انه تجاهل أسئلة الصحفيين على متن طائرة الرئاسة بشأن المخاوف الأخلاقية والقانونية حول تربح شركاته هو عائلته من بعض تلك الصفقات، قال ترامب للصحفيين إنه لا يعرف كيف أبرمت شركة إماراتية صفقة بالعملة الرقمية لشركة تابعة لعائلتي مقابل 2 مليار دولار. واكد: "أنا حقا لا أعرف أي شيء عن ذلك"، مضيفا أنه من أشد المعجبين بالعملات المشفرة وإذا لم تصبح الولايات المتحدة في ريادة العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي، فإن الصين ستفعل ذلك.
امتدت الشبهات الي منتجع "LIV Golf " المزمع التي تمولها السعودية والمرتبطة بترامب وجاء ذكرها خلال محادثاته مع ولي عهد الأمير محمد بن سلمان في الرياض. ليس هذا فحسب فخلال الزيارة تم توقيع عقود مع شركات لعائلة الرئيس بما فيها ابن ترامب في المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. وتشمل هذه المراكز فندق وبرج ترامب الدولي في دبي، ومنتجع للجولف في الدوحة مع الذراع العقاري لصندوق الثروة السيادية القطري، وبرج ترامب في جدة، وفندق قيد الإنشاء في مسقط. بالإضافة لشراكة مع دار جلوبال السعودية.
وأثارت المشاريع التي تحمل شعار عائلة ترامب الجدل في واشنطن من المعارضين السياسيين للرئيس وحتى بعض الحلفاء، الذين يشيرون إلى أن الرئيس لم ينسحب من "منظمة ترامب" ويواصل الاستفادة من هذه المشاريع التجارية في فترة ولايته الثانية والتربح والترويج لها شخصيا، على الرغم من إنه سلم رسميا إدارة أصوله إلى عائلته قبل عودته إلى منصبه في البيت الابيض.
وتسببت مشاريع "منظمة ترامب" بالدول الخليجية في ازمة ثقة بالنسبة للناخب الامريكي الذي بات يتساءل كما تقول الصحف الامريكية "عما إذا كان دونالد ترامب يعطي الأولوية لمصالحه أو أرباح شركاته أثناء اتخاذه قرارات السياسة الخارجية". حتى ان السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت تدخلت وقالت إن "أي هدية تقدمها حكومة أجنبية هي مقبولة دائما مع الامتثال الكامل لجميع القوانين المعمول بها. وتلتزم إدارة الرئيس بالشفافية الكاملة".
تقارب ترامب مع الشرق الأوسط معروف جيدا، حيث يجد الرئيس أرضا خصبة في المنطقة حيث يعمل على نحت صورة له كصانع سلام عالمي وزعيم لبلد منفتح على الأعمال والسياسة، لذا لم يكن غريبا ان يعلن في الرياض عن خطط لرفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، في الوقت الذي عرض فيه على إيران "مسارا جديدا مفعما بالأمل" نحو مستقبل أفضل. بل انه خلال زيارة دولة مع أمير قطر، أشاد ترامب بدفء العلاقات القطرية السعودية، وأغدق على مضيفه. قال: "لقد جئنا للتو من المملكة العربية، حيث لدينا رجل عظيم آخر هناك وهو صديق لك". "أنتم يا رفاق تتعايشون بشكل جيد ويحبون بعضكم البعض. أنت تذكرني قليلا ببعضكما البعض، فكلاكما طويل القامة ووسيم يصادف وأذكياء للغاية ". ويمثل هذا تحولا عن فترة ولايته الأولى، عندما اتهم قطر بالاسم بانها أكبر راعية للإرهاب.
ولم يكن غريبا ايضا ان يدافع ترامب عن هدية الطائرة القطرية باعتبارها "لفتة عظيمة"، قائلا قبل مغادرته واشنطن إن رفضها سيكون حماقة. قال: "يمكن أن أكون شخصا غبيا وأقول،" لا، لا نريد طائرة مجانية ومكلفة للغاية "، مضيفا أنها ستذهب إلى مؤسسة مكتبته الرئاسية بمجرد مغادرته منصبه.
يستفيد الديمقراطيون في واشنطن من الجدل، حيث أعلنت اللجنة الوطنية الديمقراطية عن خطط لرفع لافتة كتب عليها "قطر - إيه لاغو" فوق نادي مار إيه لاغو الذي يترأسه ترامب. كما أثار بعض الحلفاء الجمهوريين للرئيس مخاوف بشأن الطائرة: وصف السناتور عن ولاية ويسكونسن رون جونسون الهدية بأنها "عرض غريب للغاية"، وقال السناتور عن ولاية تكساس تيد كروز إن الطائرة يمكن أن تجلب "مشاكل كبيرة في التجسس والمراقبة".
ربما تصبح طائرة قطر مبررا لوضع ترامب تحت المساءلة، والبداية كانت في المؤتمر الصحفي بالبيت الابيض بين ترامب ورئيس جنوب افريقيا سيريل رامافوسا عندما طرد الرئيس الامريكي صحفي شبكة "ان بي سي" لسؤاله عن الطائرة الهدية، حيث يدرس المشرعون في الكونغرس كل التعديلات الممكنة في التشريع…



تواصل معنا